Monday, December 11, 2006

من ملحمة جلجامش


لقد كان هم جلجامش التخلص من الموت وعدم ملاقاتها وألا يكون موت من بعده, بل حياة خالدة ولذلك قام برحلته إلى دلمون أرض الأحياء ليجد فيها مطمحه وهو الحصول على الحياة الأبدية أي الخلود لكن سيدوري صاحبة الحانة التي تمثل أنموذجاً لطبقة التجار حاولت تضليل جلجامش وصرفه عن فكرة الرحلة رغم كلمات جلجامش المؤثرة التي حاول فيها إقناع صاحبة الحانة بغرضه المعرفي الصرف قائلاً لها
آه لقد غدا صاحبي الذي أحببت تراباً
وأنا سأضطجع مثله فلا أقوم أبد الآبدين
فيا صاحبة الحانة
وأنا أنظر لوجهك يكون بوسعي أن لا أرى الموت الذي أخشاه وأرهب
أما رد صاحبة الحانة فقد جاء بليغاً ودبلوماسياً إذ قدمت له وللبشرية من بعده نصيحة رددتها الألسن والعقول قائلة إلى أين تسعى يا جلجامش ؟
إن الحياة التي تبغي لن تجد
فليكن كرشك مليئاً دائماً
وكن فرحا مبتهجاً نهار مساء
وأقم الأفراح وارقص والعب
واجعل ثيابك نظيفة زاهية
واغسل رأسك واستحم بالماء
دلل صغيرك وأفرح زوجتك
فهذا هو نصيب البشرية
ياجلجامش إلى أين أنت سائر؟
لن تجد قط الحياة التي تنشد
فالآلهة عندما خلقوا البشر
كتبوا عليهم الموت واحتفظوا بالخلود لهم
ياجلجامش دع معدتك تكون ممتلئة
وانشرح ليل نهار